أهمية السياحة فى الاقتصاد القومى
السياحة هى قاطرة التنمية الاقتصادية لدولة بحجم مصر التي حباها الله بموقع جغرافي فريد، يتميز بطقس معتدل علي مدار أيام العام، وثروات وكنوز أثرية تعكس عمق وتميز حضارتها علي مر العصور تشكل متحفاً مفتوحاً، فضلاً عن تمتعها بشواطئ رائعة الجمال، عنيت الدولة بتقديم كافة التسهيلات للاستثمار بها وجعلها في مكانة لائقة لاستقبال الوافدين من مختلف أرجاء العالم.
فالسياحة في مصر حينما تترجم إلى الأرقام في الأحوال العادية، فإنها تعنى ما يقرب من 40% من إجمالى صادرات الخدمات، متجاوزة بذلك جميع إيرادات المتحصلات الخدمية، و 19.3 % من حصيلة النقد الأجنبى، وحوالى 7 % من إجمالى الناتج المحلى بصورة مباشرة الذى يرتفع إلى 11.3 % إذا ما أضيفت المساهمات غير المباشرة فى قطاع السياحة والمتمثلة فى الخدمات المصاحبة للسفر والسياحة حيث يمثل نصيب قطاع المطاعم والفنادق فيها فقط 3.5 % وذلك لتشابك صناعة السياحة مع كثير من القطاعات الإنتاجية والخدمية التى تزيد على 70 صناعة مغذية. كما تعتبر السياحة من أهم قطاعات الدولة توفيرا لفرص العمل حيث تصل نسبة الذين يعملون بها سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى حوالى 12.6 % من إجمالى حجم العمالة فى الدولة.
المنتج السياحى المصرى:
أدت عوامل عدة مجتمعة إلى تبؤ صناعة السياحة هذه المكانة بين نظيراتها من الصناعات فى مصر مستفيدة من المقومات الطبيعية التى تمنحها وضعا تنافسيا فريدا على خريطة السياحة العالمية إلى جانب كون مصر مهدا لأقدم الحضارات التى عرفها تاريخ الإنسانية والتى خلفت وراءها تراثا ثريا ذو مزيج فريد يتهافت عليه عاشقى السياحة الثقافية وسياحة الآثار.
كما أن أجهزة السياحة لا تفتر همتها فى العمل على تنويع المنتجات السياحية واستحداث أنماط جديدة من السياحة تلبى كافة الاحتياجات وترضى كافة الأذواق مما يساعد على حفاظ مصر على حصتها من حركة السياحة العالمية بل وغزو أسواق جديدة بالشكل الذى يؤدى إلى تحقيق معدلات نمو مضطردة وغير مسبوقة.
هذا علاوة على ما شهدته مصر فى العقدين الأخيرين من تنمية سياحية على نطاق واسع فى عدد من مناطق الجذب السياحى المتميزة والتى دعمت بنيتها الفوقية من الطاقة الإيوائية المستعدة الآن لاستقبال ما يربو على مائتى ألف سائح.
لذا فإن مصر بفضل ما تتمتع به من المناخ الملائم لممارسة النشاط السياحى على مدار فصول العام الأربعة وما تتميز به من تنوع المنتج السياحى، فإنها تعد مقصد سياحى متكامل. فاستنادا إلى قاعدة عريضة من مخزون التراث التاريخى والحضارى وتعدد العناصر الطبيعية والبيئية وثراء فنى وثقافى، أضحت الصورة المنطبعة فى الأذهان عن مصر اليوم كمقصد سياحى مغايرة لما ظلت عليه لسنوات طويلة. فلم تعد مصر مجرد القبلة التى يتوجه إليها المهتمين بالسياحة الثقافية والآثار فحسب، بل اتسعت دائرة النشاط السياحى فيها لتشمل سياحة الشواطئ بما تتيحه من ممارسة نشاط الغوص وكل أنماط الأنشطة والرياضات المائية؛ سياحة اليخوت؛ السياحة العلاجية؛ سياحة الصحارى والسفارى والحياة البرية؛ السياحة البيئية؛ سياحة الإقامة؛ سياحة المؤتمرات؛ سياحة الجولف؛ السياحة الرياضية والصيد؛ سياحة المهرجانات؛ سياحة التسوق؛ السياحة النيلية؛ السياحة الدينية.